اتذكر اني لما كنت طالب في الصف الاول الاعدادي..طلبت مننا مدرسه اللغه العربيه..موضوع تعبيري عباره عن قصه قصيره لام مثاليه..بمناسبه عيد الام ...واول ما وصلت البيت ..وبدات في كتابه الموضوع..اول ما جاء في بالي وقتها هو ان اكتب قصه لام مثاليه مكافحه تدعي فاطمه..انجبت 3 ابناء..وفي حرب اكتوبر1973..كان زوجها..وقتها ظابط جيش ..وكانت صدمتها بعد انتهاء الحرب..بعلمها بوفاه واستشهاد زوجها برصاص العدو الاسرائيلي...ووجدت نفسها وقتها في مواجهه مسئوليه ثقيله..وهي تربيه ابنائها..ولكنها لم تكن حزينه..لانها تعلم ان زوجها استشهد..من اجل ان يعيشه ابناها بكرامه في وطنهم..وبحريه في اراضيهم..وكانت دوما ما ترسخ في عقول ابنائها..ان والدهم لم يمت ولكنه حي ..في ذاكره التاريخ.والبطولات..باستشهاده في معركه العزه ومن اجل الوطن...وظلت تعمل وتكافح حتي ربت ابنائها .واصرت علي ان يلتحق ابنها الاكبر بالكليه الحربيه والتحق بها كما كان يرغب والده ووظل ابنائها يتفاخرون بابيهم الذي استشهد علي يد العدو الصهيوني...ومرت الايام..والسنين..وفاطمه وابنائها ..بعيده عن خيالي..وعن تفكيري..حتي الاحداث الاخيره امام السفاره الاسرائليه..وقد شعرت ان الالم يعاودني وتخيلت ان ابنها قد استشهد علي الحدود برصاص الجيش الاسرائيلي العام الماضي ...ومرت الايام واظن فاطمه قد اصبحت جده الان...واشعر بها اليوم قد وقعت في مأزق ..
فمن المؤكد انها لطالما حكت لابنها منذ ايام قليله بمناسبه ذكري حرب اكتوبر..عن جدهم
الذي كان احد ابطال هذه الحرب..المجيده..وانه ظل يقاتل العدو الاسرائيلي..ببساله حتي
استشهد..برصاصهم ..حفاظا علي الارض والكرامه..وعن ابيهم الذي قتل برصاص غادر من نفس العدو وهو يدافع علي الحدود المصريه عن اراضينا .وبعد اقل من اسبوعين من سردها لاحفادها..عن بطولات جدهم.وابيهم ..فجأهوا امس.احفادها.بزياره جماعيه..وهم في قمه الغضب وفي نبره عتاب تسألو لماذا يا جده ..افهمتينا ان جدنا استشهد في معركه مع جيش اسرائيل..العدو...وكذلك...ابانا..وافهمتينا ..ان هؤلاء القتله هم اعدائنا ...واليوم نري رئيس الجمهوريه...يرسل بخطاب حب وود الي رئيس وزراء دوله الاحتلال..ويصفه بانه صديق..وانهم لحسن الحظ دوله صديقه..وتجمعهم دوما علاقات ود..ومحبه..وتمنيات بالسعاده..والرغد لبلاده الصديقه...
بعدها تسأل الاحفاد..جدتهم..اذا كان هؤلاء اصدقائنا وليس اعدائنا..فلما قتل واستشهد جدنا وبعده ابانا..
هنا وقد ادركت الجده فاطمه ..صعوبه الموقف..وبدات في البكاء..وكان زوجها وابنها قد
ماته اليوم فقط...وقالت لاحفادها...لا تلومنني..فانا مثل مئات الزوجات والامهات الثكاله الذين فقدوا ازواجهم او ابنائهم..في مواجهه العدو..واليوم فقط نبكي..لانهم استشهدوا من اجل ان تمر السنين..وبدلا من ان يكرمه..بعث برقيات الود والمحبه لقتلتهم..وعليكم يا احفادي ان توجهه هذا التساؤل لرئيس الجمهوريه..لما اهدرت وتناسيت دماء من لم تمر علي ذكراهم بضعه ايام..واسئلوه ايضا هل من اهدر دماء شهداء الحرب..جديرا بان نصدق تعاهداته بانه سيعيد حقوق شهداء الثوره ومحاسبه قاتليهم..اظن ان الاجابه واضحه امام الجميع...ولا تحتاج تعليق...ولا توضيح...رحم الله شهدائنا جميعا..ورزقنا من هو قادر علي اعاده حقوقهم..وعدم التفريط في دمائهم